نطرح لكم علوم الطقس و الأبحاث, كل ما هو جديد عن موديلات الطقس و الترقيات.


Post Top Ad

Your Ad Spot

الضباب كيف يتشكل و أنواعه.

 

الضباب هو حدوث عملية التكاثف في طبقة الهواء الملامسة لسطح الأرض مما يؤدي إلى انخفاض الرؤية الأفقية إلى مستويات متدنية إلى اقل من 1000 متر وقد تصل إلى أقل من 100 متر ويتميز بلونه الأبيض أو الرمادي أو الرمادي المزرق. يوجد نوعيين رئيسيين من الضباب الأول الضباب الجاف والثاني الضباب الرطب، يتكون الضباب الجافة نتيجة زيادة العوالق والدخان في الغلاف الجوي بحيث يتوافر وسط مليء بنويات التكاثف فيتحول معها بخار الماء إلى قطرات متطايرة ممتزجة بالدخان وقد يتكون حتى مع رطوبة نسبية اقل من 75% فكمية بخار الماء بالنسبة إلى الدخان والعوالق قليلة ويكثر في المدن الصناعية والاماكن التي تكثر فيها المصانع ومحركات الاحتراق الداخلي ومن أمثال هذه المدن مدينة لندن والتي تسمى بـ "مدينة الضباب" إذا يكثر فيها تشكل هذا النوع من الضباب وقد يشكل هذا النوع من الضباب اضرار صحية خصوصا إذا ما امتزج مع اكاسيد النيتروجين والكبريت واصبح ضباب حمضي. النوع الآخر من الضباب هو الضباب الرطب وهو طبعي التشكل وأشبه ما يكون بالسحاب الخفيف المتكون على سطح الأرض إذ يتشكل مع وصول الرطوبة النسبية إلى 100% وهذا النوع من الضباب يقسم إلى عدة أنواع على النحو التالي:


1/الضباب الأشعاعي 

من اسم هذا النوع يتضح انه مرتبط بالإشعاع الأرضي والشمسي وقد تطرقنا له عند حديثنا عن طرق انقال الطاقة الحرارية في الغلاف الجوي.يكثر تشكل هذا النوع من الضباب في الصحاري والسهول المفتوحة خصوصا في المناطق التي تسيطر عليها المرتفعات شبه المدارية حيث يتطلب تشكل هذا النوع من الضباب صفاء الأجواء من السحب والعوالق الترابية وهدوء في حركة الرياح في فترة الليل بحيث حين تتوافر هذا الظروف تفقد الأرض حرارتها عن طريق الاشعاع الأرضي فيبرد سطح الأرض بسرعة وتنخفض درجة الحرارة إلى أن تتساوي مع درجة حرارة نقطة الندى وعند ذلك تصل الرطوبة النسبية إلى حد التشبع كما يظهر في الشكل التالي:

انخفاض درجات حرارة السطح مع بقاء درجة حرارة نقطة الندى ثابتة

 وبسبب سكون حركة الرياح لا يحدث خلط بين الرياح في المنطقة فتبرد طبقة الهواء الملامسة للسطح حيث تنتقل البرودة إليها عن طريق التوصيل وتصبح طبقة الهواء الملامسة للسطح أبرد من طبقة الهواء التي تعلوها مباشرة بذلك تتشكل طبقة انقلاب حراري تبدأ من السطح وتمتد حتى عشرات الأمتار يتكثف خلالها بخار الماء إلى قطرات صغيرة والتي تمثل الضباب والشكل التالي يوضح تغير درجة الحرارة مع الارتفاع والظروف المناسبة لتشكل الضباب الاشعاعي غالبا ما تتوافر هذه الظروف في الليالي الرطبة الصافية والهادئة.


2/الضباب الأنتقالي

الظروف الملائمة لتشكل الضباب الأنتقالي

يتشكل الضباب الانتقالي نتيجة هبوب تيار هوائي دافئ فوق مسطح مائي بارد نسبيا. فكما يوضح الشكل يحدث عندما تتحرك حزمة من الهواء بدرجة حرارة تقدر بـ 30° مئوية ونقطة ندى تقدر بـ 25° مئوية فوق مسطح مائي درجة حرارة سطحه تقدر بـ 20° مئوية عندها تنخفض درجة حرارة حزمة الهواء الملامسة للمسطح المائي إلى أن تصل قريبة أو تتعادل مع نقطة الندى عند ذلك تصل الرطوبة النسبية إلى حد التشبع وتبدأ عملية التكثف وتشكل الضباب  ويسمى بالضباب الانتقالي لأن الرياح تنقله من موقع تشكله إلى المناطق المجاورة كما يحدث في المناطق ويكثر ظهور هذا النوع من الضباب في المدن الساحلية خصوصا خلال فصل الربيع.


3/ضباب المنحدرات

يتشكل هذا النوع من الضباب على سفوح المنحدرات المواجهة للتيارات الهوائية الرطبة، فعلى سبيل المثال كما في الشكل لنفترض حزمة من الهواء درجة حرارتها حوالي 30° مئوية ونقطة الندى تقدر بـ 25° مئوية تتواجد عند مستوى سطح البحر ومقدار التغير العمودي في درجة الحرار حوالي 6 درجات مئوية لكل كيلومتر، عند تحرك هذه الحزمة باتجاه منحدر جبلي ستصعد هذه الحزمة لأعلى نتيجة الرفع التضاريسي حتى وصولها إلى ارتفاع 1000 متر تقريبا حيث ستتمدد حزمة الهواء وتنخفض درجة حرارتها إلى ان تصل إلى نقطة الندى وعند ذلك تبدأ عملية التكاثف وتشكل الضباب الجدير بالذكر أن نشاط التيارات الصاعدة على سفوح المنحدرات الجبلية لا يؤدي إلى تشكل الضباب وحسب بل في بعض الأحيان على السفوح العالية تحدث عملية التكاثف على ارتفاع يزيد عن 1500 متر وعندئذ لا يتشكل الضباب وإنما تتشكل السحب والتي قد تكون ماطرة أحيانا وهو ما يعرف بالأمطار التضاريسية.

كيفية تشكل ضباب المنحدرات

4/ضباب التيارات المائية والمستنقعات

يتشكل هذا النوع من الضباب عند سيطرة كتلة هوائية باردة على مسطح مائي دافئ بحيث تتكثف جزيئات بخار الماء المتبخرة من المسطح المائي فوقه مباشرة حيث تعمل الكتلة الهوائية الباردة على جعل درجة الحرارة منخفضة وتعمل على حدوث حالة التشبع حتى ولو كانت نقطة الندى منخفضة. يظهر هذا النوع من الضباب على شكل بخار ماء متصاعد من سطح البحيرة –هو ليس بخار لأنه تكاثف وأصبح قطرات ماء-ويكثر في فصل الخريف في الصباح الباكر حيث تكون المسطحات المائية لاتزال دافئة في حين يكون الهواء الملامس لها بارد.


كتب بواسطة: يوسف السناني (حكيم الزمان)

تويتر: hakem_aszman@

كتاب مفاتيح المعرفة